الدرس 07: التنافس
الإمبريالي والسير نحو الحرب العالمية الأولى
تقديم إشكالي
نتج عن الظاهرة الإمبريالية التي قامت بها الدول الأوربية الاستعمارية خلال
القرن 19م تنافس امبريالي فيما بينها الأمر الذي أدى إلى اندلاع الحرب العالمية
الأولى. فما مظاهر التنافس الامبريالي خلال القرن 19م ومطلع القرن 20م؟ وما هي
أهم الأزمات الناتجة عن هذا التنافس؟ وما دور هذه الأزمات في التمهيد للحرب
العالمية الأولى؟
1-
بعض مظاهر
التنافس الإمبريالي خلال القرن 19م ومطلع القرن 20م
أ- أهم مناطق التنافس الإمبريالي
تنافست الدول الإمبريالية (فرنسا-بريطانيا-ايطاليا-اسبانيا...) حول مناطق
متعددة من العالم خاصة في افريقيا فعلى سبيل المثال تنافست كل من فرنسا واسبانيا
وانجلترا وايطاليا حول المغرب.
ب- بعض الأساليب التي استعملتها الدول الأوربية في إطار التنافس الإمبريالي.
استعملت الدول الإمبريالية في إطار تنافسها الاستعماري عدة أساليب ووسائل
منها:
-عقد تحالفات واتفاقيات بهدف الدفاع المشترك مثل التحالف الثلاثي بين
ألمانيا وايطاليا والنمسا هنغاربا سنة 1822م، والاتفاق الودي الفرنسي الإيطالي حول
المغرب سنة 1911م.
-مد خطوط السكك الحديدية وتطوير الملاحة بنهر الدانوب وكذا المعاهدات
التجارية.
-السباق نحو التسلح حيث عملت الدول الأوربية على الرفع من قدراتها العسكرية
سواء البشرية أو العتاد العسكري.
2-
بعض
الوسائل التي لجأت إليها الدول الاستعمارية لحل خلافاتها الاستعمارية حول مناطق
النفوذ
لجأت الدول الاستعمارية لتسوية نزاعاتها حول مناطق النفوذ إلى عدة وسائل
أبرزها:
عقد مؤتمرات دولية مثل مؤتمر مدريد سنة 1880م
والذي شاركت فيه كل من فرنسا وانجلترا واسبانيا وألمانيا ودول أوربية أخرى
بالإضافة إلى المغرب وكان موضوعه النظر في مشكل الحمايات الفردية بالمغرب ومن أهم
قرارته تعزيز الحمايات وإعطاء حق الملكية للأجانب.
كما تعتبر الاتفاقيات من أبرز الوسائل المستعملة في
حل النزاعات حول مناطق النفوذ منها مثلا الاتفاق الفرنسي الإنجليزي سنة 1904م حيث
تخلت فرنسا بموجب هذا الاتفاق عن مصالحها في مصر لصالح بريطانيا مقابل تخلي هذه
الأخيرة عن مصالحها في المغرب لصالح فرنسا.
3-
بعض الأزمات الدولية
التي نتجت عن التنافس اللإمبريالي ومهدت لنشوب الحرب العالمية الأولى.
أ-
الأزمة المغربية
لسنتي 1905م و1911م
تعتبر الأزمة المغربية من أبرز الأزمات الدولية التي مهدت لنشوب الحرب
العالمية الأولى، وتمظهرت في أزمتين:
-
أزمة 1905م: أدى الاتفاق الودي
الفرنسي الانجليزي لسنة 1904م حول المغرب إلى قيام امبراطور ألمانيا بزيارة لمدينة
طنجة وتصريحه بأن المغرب بلد مستقل وعلى استعداد ألمانيا الدفاع عن مصالحها
بالمغرب بكل الوسائل الممكنة. وتم تجاوز هذه الأزمة بعقد مؤتمر الجزيرة الخصراء
سنة 1906م والذي انتصرت فيه فرنسا حيث أقر
تكوين شرطة بالموانئ المغربية يعهد بأمر تنظيمها إلى فرنسا واسبانيا.
-
أزمة 1911م: قامت فرنسا سنة 1911م بحملة عسكرية على فاس عاصمة المغرب،
فاحتجت ألمانيا على هذه الحملة والتي اعتبرتها تهديدا لمصالحها بالمغرب، فأرسلت
سفينة حربية إلى سواحل أكادير مهددة بقصفها. وقد تم تجاوز هذه الأزمة بتخلي فرنسا
عن جزء من الكونغو لصالح ألمانيا مقابل تخلي هذه الاخيرة عن مصالحها في المغرب.
ب- أزمات أخرى مهدت للحرب العالمية الأولى
من بين الأزمات الدولية التي مهدت لقيام الحرب العالمية الأولى:
-
أزمة البلقان سنة
1908م حيث قامت النمسا بضم البوسنة والهرسيك سنة 1908م مما أثار غضب صربيا التي
كانت تطمح إلى تكوين الوحدة اليوغسلافية مما ساهم في ازدياد العداء بين صربيا
والنمسا.
-
الاحتلال الايطالي
لليبيا سنة 1911.
أدى التنافس الاستعماري خلال القرن 19م وبداية القرن 20م إلى تكوين تحالفات
عسكرية: التحالف الثلاثي الذي تكون من ألمانيا والنمسا هنغاريا والوفاق الثلاثي
بين فرنسا وانجلترا وروسيا. ورغم محاولات هذه الدول تجنب الوقوع في الحرب إلا أنه
سنة 1914م سنتدلع حرب فيما بينها بسبب اغتيال ولي عهد النمسا من طرف طالب صربي.
خاتمة
رغم المحاولات الكبيرة التي قامت بها الدول الإمبريالية لتجنب الاصطدام
العسكري فيما بينها فشلت في ذلك فاندلعت أول حرب عالمية سنة 1914م والتي خلفت
خسائر مادية وبشرية كبيرة لدى الدول المتحاربة على حد السواء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق